الثواب العظيم
في السعي على الأرملة والمسكين
وكفالة اليتيم
من كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته
بـقلـــمأبي أنسمَاجد إسلام البنكاني
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.أما بعد رغب الشارع الحكيم في السعي على الأرملة والمسكين وما فيهما من الأجر العظيم، وكذلك ما في كفالة اليتيم من الثواب الجزيل ومرافقة نبيّا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .قال الله تعالى:}يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليموقال الله تعالى:}واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجارالجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل{(قال القرطبي رحمه الله تعالى: أمرنا بالإحسان إلى المساكين وهم الذين أسكنتهم الحاجة وأذلتهم، وهذا يتضمن الحض على الصدقة والمؤاساة وتفقد أحوال المساكين والضعفاء.وقال تعالى: }ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والبنيين وآتى المال على حُبه ذوي القربى واليتامى والمساكين{.الآيةقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: فالبر بهذا المعنى يدخل فيه جميع الطاعات الباطنة كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والطاعات الظاهرة كإنفاق الأموال فيما يحبه الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والوفاء بالعهد والصبر على الأقدار كالمرض والفقر وعلى الطاعات كالصبر على لقاء العدو . فعلينا أن نسعى على الأرامل والمساكين، ونكفل اليتيم، ونرحمه، ونشفق عليه، ونمسح على رأسه، ونرغب في ذلك طلبا لرضا الله عز وجل ومرافقة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة.واليتامى: جمع يتيم وهو الذي مات أبوه قبل بلوغه، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتامى، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه في عدة أحاديث ، ووجه ذلك: أن اليتيم قد انكسر قلبه بفقد أبيه فهو في حاجة إلى العناية والرفق، والإحسان إلى اليتامى يكون بحسب الحال .والمساكين: هم الفقراء وهو هنا شامل للمسكين والفقير . + @ +
ثواب الساعي على الأرملة و المسكين
السعي على الأرملة والمسكين واليتيم، والإنفاق عليهم، والقيام على أمورهم كالمجهاد في سبيل الله، وكالقائم والصائم .فعن أبي هريرة t عن النبي e: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر ، وكالصائم الذي لا يُفطرالأرملة : المرأة التي مات عنها زوجها.القائم : في الصلاة مجتهداً.لا يفتر: لا يذهب فينقطع عن ملازمة العبادة.والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا لله لذلك بمنه و كرامه أنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم .قال النووي: المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما، والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا ، وقيل التي فارقها زوجها ، قال بن قتيبة: سمعت أرملة لما يحصل لها من الأرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بتفقد الزوج+ @ +
ثواب من قضى حوائج إخوانه المسلمين
الحوائج : ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره .عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرجّ عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".لا يظلمه: يعني لا يظلمه بأي نوع من الظلم.ولا يسلمه: أي لا يسلمه لمن يظلمه فهو يدافع عنه ويحميه من شره.وعن أبي هريرة t ، عن النبي e قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه نفس: أزال وفرًّج. يسر على معسر : بالإبراء أن تصدق عليه أو بالانظار إلى ميسرة. يلتمس: يطلب. يتدارسونه: يتلونه ويتعلمونه. بطأ: قصر .إعانة المحتاج ، وتفريج عنه الكروب قربة إلى الله ، وسبب في رحمة الله لعبده يوم القيامة.وإعانة العبد لأخيه المسلم سبب في عون الله للعبد.وعن أبي موسى t ، أن النبي e قال: "على كل مسلم صدقة، قال: قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع ويتصدق، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قال: قيل له أرأيت إن لم يجد ؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير ، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة"ذا الحاجة الملهوف"يطلق على المتعسر وعلى المضطر وعلى المظلوم."يعدل بين الإثنين": أي يصلح بينهما بالعدل.وعن جابر t أن رسول الله e قال: "من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجتهوقال رسول الله e: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضىً يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وأن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسلوقال رسول الله: "دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض فإذا استنصح رجلٌ أخاه فلينصح لهوعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء ، وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب عز و جل".وفي رواية : "فعل المعروف يقي مصارع السوء".([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])وقد حذر الشرع الحكيم من البخل ومنع الخير عن الغير وعدم مساعدتهم.قال الله تعالى:((أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين)). ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم مابذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم".([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: والمنافع التي يجب بذلها نوعان: 1- منها ما هو حق المال كما ذكرنا في الخيل والإبل والحلي، 2- ومنها ما يجب لحاجة الناس.وأيضاً فإن بذل منافع البدن تجب عند الحاجة كتعليم العلم وإفتاء الناس وأداء الشهادة والحكم بينهم وأداء الشهادة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من منافع الأبدان، وكذلك من أمكنه إنجاء إنسان من مهلكة وجب عليه أن يخلصه فإن ترك ذلك مع قدرته عليه أثم وضمنه، فلا يمتنع وجوب بذل منافع الأموال للمحتاج ... اهـ. ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])+@+
ثواب إدخال السرور على المؤمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهr:"أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً".([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])وعن عبدالله بن أبي قتادة : أن أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده ، فقال إني معسر فقال آلله ؟ قال ألله ، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسرٍ أو يضع عنه".([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])من سره: أفرحه وأدخل على نفسه السرور .كرب : جمع كربة وهي الغم الذي يأخذ بالنفسفلينفس: أي يمد ويؤخر المطالبة وقيل معناه يفرج عنه .وقال رسول الله e: "من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه ديناً تقضي له حاجة تنفس له كربة"وعن علي بن أبي طالب t ، أن مكاتباً جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله e لو كان عليك مثل جبل صبر ديناً أداه الله عنك؟ قل: "اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأغنني من فضلك عمن سواك"([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).وعن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بردة ومعافري، وعلى غلامه بردة ومعافري ، فقال له أبي: يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب، قال أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو ؟ قالوا لا فخرج علي ابن له جفر فقلت له أين أبوك ؟ قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي، فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت، فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت مني ؟ قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك وأن أعدك فأخلفك، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا ، قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله ، قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فاقضني وإلا أنت في حل ، فأشهد بصر عيني هاتين ( ووضع إصبعيه على عينيه ) وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا ( وأشار إلى مناط قلبه ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله".([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])أبا اليسر : اسمه كعب بن عمرو شهد العقبة وبدرا وهو ابن عشرين سنة وهو آخر من توفي من أهل بدر رضي الله عنهم توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين .ضمامة من صحف : بكسر الضاد المعجمة أي رزمة يضم بعضها إلى بعض.بردة : البردة شملة مخططة وقيل كساء مربع فيه صغر يلبسه الأعراب وجمعه برد .ومعافري : نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية والميم فيه زائدة .سفعة من غضب: هي بفتح السين المهملة وضمها لغتان أي علامة وتغير .جفر : الجفر هو الذي قارب البلوغ وقيل، هو الذي قوي على الأكل وقيل ابن خمس سنين .أريكة أمي : قال ثعلب هي السرير الذي في الحجلة ولا يكون السرير المفرد وقال الأزهري كل ما اتكأت عليه فهو أريكة .مناط قلبه : هو بفتح الميم وفي بعض النسخ المعتمدة نياط بكسر النون ومعناهما واحد وهو عرق معلق بالقلب. ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])قوله: "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله"أنه لما جعله في ظل الإنظار والصبر ونجاه من حر المطالبة وحرارة تكلف الأداء مع عسرته وعجز نجاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش .([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])تابع